تل شيلو (خربة سيلون) – المسكن الضائع في الصراع السياسي على السامرة
20 נובמבר, 2014لتحميل التقرير الكامل بصيغة PDF
1. مكان الموقع، الجهات الضالعة (أو غير الضالعة) في ادارته
يقع تل شيلو جنوبي السامرة، الى الشمال من القرية الفلسطينية ترمسعيا والى الغرب من مستوطنة شيلو، وهو يشكل جزءا من مساحة هذه المستوطنة. وقد حفظ الاسم القديم من خلال الاسم العربي للموقع، خربة سيلون. وهو يدار من قبل جمعية مشكان شيلو- مركز بحث وتطوير مهد الاستيطان في أرض إسرائيل، الى جانب المجلس الاقليمي حيفل بنيامين. في إسرائيل والضفة الغربية تقوم سلطة الطبيعة والحدائق بإدارة المواقع الأثرية الهامة. حالة تل شيلو تشكل سابقة لإدارة موقع أثري في الضفة الغربية من قبل جمعية خاصة ومجلس اقليمي.
يقع تل شيلو على اراض فلسطينية، ولغاية مستهل سنوات الـ 80 من القرن الـ 20 سكنت فيه عائلات من قرية قريوت. وقد تم اخلاء السكان بموازاة الحفريات الأثرية التي تمت في الموقع من قبل دولة اسرائيل. يمنع الفلسطينيون اليوم من الوصول الى المكان وتفليح اراضيهم؛ لأن الموقع جزء من المستوطنة، ويمكن دائما منع دخولهم الى التلة الأثرية بدعوى انهم لا يملكون تصريح دخول الى المستوطنة.
2. الأهمية السياسية لتل شيلو
يعتبر تل شيلو واحدا من المواقع الأثرية- السياحية الأكثر استثمارا في الضفة الغربية. يعتبر المجلس الاقليمي مطي بنيامين الموقع ركنا أساسيا لتطوير السياحة في المنطقة. إن موضوع تطوير التل يعتبر جزءا أساسيا في سياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية. هكذا على سبيل المثال، في حفل تدشين المركز السياحي الجديد- "مجدال هروئيه"- في تل شيلو، الذي تم في تموز 2013، حضر وزير الاقتصاد نفتالي بنيت، وزير البناء والاسكان أوري أريئيل، نائب وزير الخارجية زئيف الكين، رئيس هيئة الأركان سابقا جابي أشكنازي وآخرون.[1] في الظاهر يبدو أن الأمر يدور حول تدشين برج في تلة أثرية، وهي مناسبة هامشية في مشروع الاستيطان في الضفة الغربية، غير أن تواجد قيادات السلطة يدل على المدلولات الكثيرة لتل شيلو في الصراع السياسي على المستوطنات في السامرة. إن تطوير الموقع يعتبر وسيلة صارخة لجلب الكثير من الزوار اليه وايجاد اتفاق واسع بخصوص أهميته كجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. وفي الوقت الذي يعلن فيه وزير المعارف عن تقليص زيارات التلاميذ الى الخليل، يبدو أن إدارة تل شيلو تعمل على موضعة الموقع الأثري في مرتبة لا تكون فيه الزيارة مشحونة من الناحية السياسية مقارنة مع زيارة مدينة الخليل.[2]
في العام 2014 قدمت الى مكاتب التنظيم المركزية في يهودا والسامرة مخططات بناء في تل شيلو، تضم مركز زوار بمساحة حوالي 11.000 متر مربع- وهي مساحة غير مسبوقة في موقع اثري وحيد. يهدف التطوير الى تحويل التل الى مركز مؤتمرات، نشاطات وسياحة ذات قابلية تصل الى 5.000 زائر في اليوم. الهدف هو تقوية المستوطنات والتواجد الاسرائيلي في المنطقة بواسطة السياحة.
مثال آخر على مركزية الموقع في المخططات الوطنية يتجسد في شمل تل شيلو في اطار المواقع التراثية الوطنية التي يتم تمويلها من قبل حكومة إسرائيل. يعتبر الاستثمار المالي اليوم في تل شيلو من أعلى الاستثمارات في المواقع السياحية في الضفة الغربية.[3] لغاية اليوم استثمرت في الموقع حوالي 20 مليون شيكل لغرض تطويره. تشمل المخططات المستقبلية استثمار عشرات ملايين الشواقل.
3. البحث الأثري
3.1 تاريخ البحث
تم حفر الموقع من قبل بعثات مختلفة خلال القرن الـ 20 وفي السنوات الأخيرة. في السنوات 1926-1932 تم اجراء حفر شامل من قبل بعثة دانماركية. وجرى القيام بحفريات اضافية في تل شيلو في السنوات 1981- 1984 من قبل جامعة بار ايلان. بدءا من العام 2010 تشهد المنطقة حفريات أثرية مجددة من قبل جامعة أريئيل وضابط الأثريات في الإدارة المدنية.[4] تتم الحفريات غربي الموقع، اسفل التل جنوبا، وفي الطرف الشمالي.
3.2 المكتشفات الأثرية في تل شيلو
يقع تل شيلو في قلب سلسلة الجبال الواقعة بين غور الأردن والسهل الساحلي غربا. وقد بدأ الاستيطان البلدي الحقيقي في منطقة الجبل في الفترة البرونزية الوسطى II (القرون 16-18 قبل الميلاد) مع تأسيس مدن القدس، نابلس، الخليل وغيرها. أحد المميزات البارزة للاستيطان البلدي في تلك الفترة اقامة سور يحيط بنواة البلدة. وقد أحاط سور شيلو في تلك الفترة بمساحة تصل الى حوالي 30 دونما. طبقا للبحث الأثري يبدو أن شيلو كانت أصغر من المدن الجبلية الأخرى مثل نابلس والقدس. صورة الاله التي تم العثور عليها في أسس السور من الفترة البرونزية الوسطى تدل على التأثير الطقوسي للممالك الشمالية في أرض اسرائيل/فلسطين وسوريا في تلك الفترة.[5]
بعد فترة من الفراغ السكني جرى السكن مجددا في الموقع في فترة الحديد أ (القرن 11 قبل الميلاد). وقد كان الموقع بمثابة قرية صغيرة استعمل سكانه بصورة جزئية المباني من الفترة السابقة. صورة مع كتابة بالخط المصري من الفترة الحديدية، تم العثور عليها في الموقع، تدل على العلاقة بين المنطقة والمملكة المصرية.[6] المكتشفات المصرية في منطقة الجبل تعتبر أمرا شائعا في هذه الفترة. من غير الواضح ما هو مدى التأثير وإذا ما كان الحديث يدور عن علاقات تجارية أو تأثير سياسي- عسكري لمصر في المنطقة. وقد لحق الخراب بهذه البلدة جراء اعتداء عنيف وبقيت على خرابها على ما يبدو لغاية القرن الـ 8 قبل الميلاد (الفترة الحديدية II). وقد ترك الموقع مرة أخرى في القرن ذاته. وينسب الأثريون النزوح/الخراب الى الاحتلال الآشوري في نهاية القرن الـ 8 قبل الميلاد.
في القرن الثاني قبل الميلاد، الفترة الهيلينية، يمكن الوقوف على بلدة تطورت على أطلال الموقع السابق. وقد تم تدمير هذه البلدة في القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، وهناك من يربط الخراب مع الاحتلال من قبل الحشمونئيم. في الفترة الرومانية القديمة توسعت البلدة وتم العثور على بقايا منها في جميع مناطق الموقع اليوم، وأكثر من ذلك، في الحفريات التي اجريت جنوبي التل ومستوطنة شيلو.[7] نظرا لأن البقايا من هذه الفترة طفيفة في الغالب، لا يمكن معرفة الى أي حد تطورت البلدة في ذات الفترة. الى جانب بقايا مبان ومناطق سكنية فقد تم العثور على نقود، بركة تطهر وأدوات حجرية. هناك من يحاول نسب هذا الى سكان يهود،[8] غير أن البحث في تل شيلو ومحيط الموقع يدل على بقايا محسوبة على أبناء الطائفة السامرية، الذين شكلوا معظم السكان في هذا القطاع من البلاد على الأقل لغاية القرن الـ 5 الميلادي.
يدل البحث الأثري على ان الاستيطان في الفترة الرومانية القديمة (القرن الأول الميلادي) استمر لغاية الفترة العربية (القرن العاشر الميلادي). يبدو أن الموقع تطور على مدار الفترات ووصل الى الذروة في الفترة البيزنطية والعربية القديمة (القرون 6-10 ميلادي).[9] في الفترة البيزنطية، في القرن الـ 5 الميلادي، وقع تمرد للسامريين ضد الحكم البيزنطي، وأسفر عن مس بالغ بالطائفة السامرية وبناء مكثف للكنائس فوق المواقع المقدسة للسامريين.[10] ربما ينبغي أن ننسب لهذه الفترة بناء الكنائس وتحويل شيلو الى منطقة مسيحية، بل موقعا دينيا. يعود تاريخ بناء الكنيسة الأولى التي بنيت في شيلو الى القرن الخامس، وتدل كنيستان تم الكشف عنهما في التلة على اجراء الصلاة فيها لغاية القرن الـ 8- الفترة العربية القديمة.
في الفترة البيزنطية وصلت البلدة الى ذروة حجمها وغناها. تدل المكتشفات الأثرية على بناء مكثف للمناطق السكنية والكنائس الواسعة المزينة بالفسيفساء الغنية.[11] يدل الغنى المكتشف في الكنائس على التطور الاقتصادي وعلى ما يبدو المركزية الروحانية- الدينية للموقع. كتابة من الفسيفساء تم العثور عليها في الموقع، تتضمن الاسم شيلو، تقوي الرأي بأن هذا المكان كان مقدسا في الفترة البيزنطية، بحكم ربطه مع شيلو الميكرائية وموقع المسكن- ومن غير الواضح ان كان من قبل المسيحيين، مثل هيلينا والدة كونسطنطين في القرن الـ 4، أو استنادا الى رواية من الفترة الرومانية- الهيلينية، أو ربما اقدم من ذلك. المباني السكانية التي استعملها السكان في الفترة البيزنطية جرى الاستمرار في استعمالها أيضا في الفترة العربية القديمة، في الفترة العباسية وحتى في الفترة المملوكية (القرن الـ 13 ميلادي).[12]
إن حقيقة توارث قدسية المكان من دين الى دين حتى عند تبدل السكان تتجسد في تحويل جزء من الكنائس الى مساجد في الفترة العربية. رغم الحفريات الكثيرة في الموقع، فإن المعلومات الأساسية بخصوصه تعود الى القرون 11-12 ميلادي، فترة الحكم الصليبي، يعود اصله الى المؤرخ الاسلامي الهوي الذي يشير الى المسجد والروايات المرتبطة به.[13] وما يزال لغاية اليوم المسجد اليتيم منتصبا فوق بقايا كنيسة بيزنطية. وقد كان سكان قريوت يستعملون هذا المسجد لغاية نهاية سنوات الـ 70 من القرن الـ 20. هناك بقايا لمسجد آخر، هو مسجد الستين، التي تقع في ساحة وقوف السيارات مقابل مدخل مركز الزوار اليوم.
في الختام يمكننا أن نقول ان تل شيلو بدأ كوقع صغير وهامشي في جبل مركزي في الألف الثاني قبل الميلاد وقد هدم وبني عدة مرات. وقد تطور الموقع وتوسع في الفترة الرومانية (القرن الأول حتى القرن الرابع للميلاد) غير أن تموضعه كموقع مقدس يبدو جليا بالأساس في البقايا الأثرية التي تعود الى الفترة البيزنطية والفترات العربية التي تلتها. إن غياب الطقوس في الفترات السابقة أكثر (سواء الفترة الرومانية أو الفترة الحديدية) لا يعني انه لم تُجرى طقوس في الموقع، لكن من وجهة نظر تفحص المكتشف المادي من الواجب علينا التركيز على ما تم اكتشافه، وليس بما قد يتم اكتشافه مستقبلا.
4. البحث عن المسكن في تل شيلو: الروايات الدينية والبحث الأثري
تربط الرواية خربة سيلون مع موقع تل شيلو الميكرائي، وموقع المسكن، موقع تابوت العهد والمركز الروحي لأسباط إسرائيل في الفترة التي سبقت العهد الملكي في إسرائيل (حوالي سنة 1200 قبل الميلاد).[14] لا يمكن للبحث الأثري الكشف عن شواهد بخصوص مبنى مؤقت مثل خيمة مصنوعة من الأحزمة الجلدية، ولهذا فإن مسألة موقع المسكن تعتبر قضية ايمانية- روحية وليس مسألة أثرية- محسوسة. ومع هذا لا شك أن القصة الميكرائية تبلور طريقة عرض الموقع الأثري على الجمهور، ولهذا ينبغي عدم تجاهل تأثيره على الطريقة التي يتعامل فيها الاسرائيليون عموما والمستوطنون خصوصا مع أهميته.
إن اثبات التقاليد والمعتقدات ليس من شأن البحث الأثري. إن الحفريات التي تتم لغرض الكشف عن اثريات قديمة تدلنا على الحياة المادية في الموقع: ما هي الفترات الأساسية التي كان فيها الموقع مأهولا، وما هو حجم البلدة في كل فترة منها، ماذا كانت حالته الاقتصادية، أين كان سور المدينة وأين مبنى الحكم وأماكن العبادة. وفي المقابل، تبقى الكثير من الأسئلة بدون اجابة وتستند الى تخمينات. علاوة على ذلك، احدى الأسئلة المثارة بخصوص المواقع التي يوجد لها تقاليد او معتقدات مختلفة وهي كيفية تفسير غياب المكتشف.
5. الانجيليون والمستوطنون
هناك مجموعة خاصة تعتبر تل شيلو موقعا ذا أهمية دينية خاصة، وهم المسيحيون المتمسكون بدينهم، وفي الغالب المسيحيون الانجيليون، من الولايات المتحدة، أوروبا وكوريا. هكذا على سبيل المثال، في العام 2009 زار تل شيلو حوالي 30.000 شخص، من بينهم تم التعرف على حوالي 60% من السواح الانجيليين.[15] في العام 2011 عارض رجال الدين اليهود في البلدة دمج متطوعين انجيليين في الحفريات الأثرية التي تتم في الموقع، بدعوى أنهم يعتبرون المشاركة في الحفريات عملا طقوسيا، وهناك خشية من تغييب الفوارق بين المسيحية واليهودية،"الأمر الذي قد يؤثر على طبقات ضعيفة في البلدة".[16]
ربما يعود أحد أسباب الاستثمار في "مجدال هروئيه" في الموقع الحالي الى طموح إدارة الموقع الى التغلب على الرواية المسيحية التي تشير الى موقع المسكن في احدى الكنائس البيزنطية في التلة، وتجذير الرواية الخاصة بها في شمال التلة بالذات. هذا مثل واحد من بين امثلة كثيرة على استعمال الموقع الأثري لتقوية معتقد أصله في تصور معين، بدلا من عرضه على أساس المكتشف والبقايا التي تم العثور عليها.
6. طريقة عرض الموقع
6.1 لافتات وتوجيه في الموقع
يوجد في تل شيلو منظومة لافتات منظمة تفسر مضمون المكتشفات وأهميتها. هناك بعض اللافتات الحجرية القديمة التي تشير الى وظيفة المباني المختلفة وتواريخها. في اللافتة القريبة من المسجد اليتيم هناك اشارة الى الاحتمال بأن الموقع كان في السابق كنيسا. بالقرب من بقايا المبنى الذي يعتبر مسجد الستين اعتاد المرشدون على الاشارة بأن هذا المبنى كان على ما يبدو كنيسا. هذه الاشارات بمثابة تخمينات أو أمنيات وليست مدعومة بمعلومات اثرية أو تاريخية.
تتمحور اللافتات التي تم وضعها في السنوات الأخيرة في الموقع حول الحوادث التوراتية. هكذا على سبيل المثال، هناك لافتة كبيرة في اسفل التلة الميكرائية تشرح عملية بلورة شعب إسرائيل من الأسباط الاثني عشر الى شعب. هناك لافتة أخرى تشير الى شيلو بصفته مكان مسكن يهوشع وسأل فيه بني إسرائيل عن تلكؤهم في الحضور لميراث الأرض التي منحها لهم.[17] الرسالة الموجهة للزائر الاسرائيلي في الواقع السياسي الحالي واضحة- الدعوة الى تقوية السيطرة الاسرائيلية في الضفة الغربية ونزع الشرعية عن اي تسوية على الأرض في المنطقة.
6.2 مجدال هروئيه
أحد المشاريع الأساسية في تل شيلو هو اقامة برج مراقبة في أعلى نقطة في التلة وهو يطل على المنطقة كلها "حتى مدينة أريئيل". يسمى المبنى "برج هروئيه"، وهو اسم يتناول النبي شموئيل. البرج ذو شكل دائري ومبني بطابقين من الباطون ويرتفع الى تسعة أمتار تقريبا.
وقد أدى اقامة البرج الى مس واسع بالموجودات الأثرية الواقعة تحته وفي محيطه. إن التصور الدارج في إسرائيل عامة وفي المجتمع الأثري خاصة يقوم على عدم البناء فوق تلال أثرية (مواقع متعددة الطبقات). في الغالب يتم البناء على أطراف المواقع الأثرية باعتبار أن البناء في قلب الموقع يمس بعدد كبير من الطبقات والموجودات. في الماضي عارض كبار الأثريين بصورة شديدة البناء في تل رميدة في الخليل.[18] وعلى الرغم من ذلك لم يتم اسماع الانتقاد تقريبا بخصوص بناء "مجدال هروئيه".[19]
6.3 عرض بالصوت والصورة
في الجزء العلوي من مجدال هروئيه هناك عرض بالصوت والصورة يصف قصص الميكرا التي وقعت في شيلو، بدءا من نصب المسكن، مرور بقصة حنا والدة شموئيل ولغاية الحروب بين إسرائيل والفلسطينيين. مشاهد الفيلم ينظر نحو شاشة شفافة تطل على الطرف الشمالي من الموقع والجبال من حوله. يصف مشهد في البداية المواجهة عندما يصل رؤساء القبائل الى يهوشع ويشتكون من تقسيم البلاد الى قبائل: "البلاد تغص بالفلسطينيين!" في رده العنيف يشير يهوشع انه هو الذي قادهم الى هنا بعد موت موسى- لوراثة البلاد، للاستيطان، للبناء والزرع. "البلاد جيدة- جيدة جدا. ارتبطوا بها وهي سترتبط بكم". بعد ذلك تخرج الأسباط لاحتلال البلاد كلها. غير أن القبائل لا تزال غير موحدة تماما: بقرار مشترك يحاربون قبيلة بنيامين بهدف القضاء عليها.
رغم أن هذا القرار كان قرار الأغلبية فإن العمل معروض على انه خطأ أخلاقي ويغضب الكاهن علي بسبب فرحة الانتصار: اليس بنيامين سبطا من اسباط بني إسرائيل! تقبل القبائل هذا الادعاء ويدعون باقي قبيلة بنيامين للانضمام الى تحالف القبائل والاحتفال معا بعيد الحب، التاسع من آب، في شيلو. تنتقد القصة عملية اتخاذ القرار الذي أدى بالغالبية الى القضاء على رأي الأقلية. ومفاد الرسالة أن قرار الأغلبية في موضوع تسليم أجزاء من أرض إسرائيل ليس أخلاقيا ويمس بوحدة الشعب. وفي مقابل هذه العملية السلبية والهدامة يتم وصف شيلو كمكان لبناء الوحدة والاتفاق داخل الشعب، وكموقع تنبت فيه القوة الايجابية للاستيطان والبناء. هاتان الرسالتان، أهمية الوحدة في الشعب والاستيطان في البلاد كلها، هي الرسائل الأساسية في الفيلم، من خلال ابراز شيلو كمكان وقعت فيه هذه العمليات لأول مرة.
بعد ذلك يتم الحديث عن الكناه وزوجته العاقر حنا التي تتوق لولد. وقد استجاب الرب لطلبها ووهبها ولدا سمته شموئيل وتقوم بإحضاره لخدمة الرب في المسكن الواقع في شيلو. بعد هزيمة بني إسرائيل على ايدي الفلسطينيين وسقوط تابوت العهد بأيديهم، فإن شموئيل هو الشخصية التي توحد قبائل بني إسرائيل ويجعل منهم شعبا. وهو المسئول عن تنصيب شاؤول ملكا. ينتهي الفيلم بالانتقال الى العاصمة القدس، لكن مع التذكير بعدم نسيان شيلو، حيث نبتت هناك "جذورنا جميعا": "اذهبوا الى مكاني في شيلو حيث جعلت اسمي هناك ابتداء".[20] أي، النزوح عن شيلو معناه تقسيم الشعب والمس بعملية بناء البلاد، فيما تؤدي التمسك بها وتطويرها الى الوحدة، التطور والحكم القوي والعادل.
لا يتضمن العرض بالصورة والصوت أي اشارة الى تاريخ الموقع بعد الفترة الميكرائية، رغم أن المكتشفات الأثرية من الفترة التي تلت الفترة الميكرائية تفوق بأهميتها المكتشفات من الفترة الميكرائية.[21]
6.4 المتحف في "مجدال هروئيه"
في شهر تموز 2014 تم تدشين متحف صغير في الطابق الأسفل من "مجدال هروئيه". يتم في المكان عرض مكتشفات اثرية من الحفريات في الموقع، وهي مرتبة بترتيب زمني ومصحوبة بلافتات مع شروح. بالاضافة الى ذلك، فقد نصبت في المتحف شاشات تفاعلية، تتيح للزوار مشاهدة مقاطع فيديو يمثل فيه ممثل من ايامنا شخصية من الفترات المعروضة. وقد استثمرت في المكان استثمارات كبيرة من اجل تلطيف الأجواء واثارة اهتمام الزوار، ويبدو أنه مخصص بالأساس لزيارات العائلات وطلاب المدارس والجنود.
المعروضات الأثرية مصحوبة بتسلسل زمني يشير الى فترات الموقع بدءا من الفترة البرونزية الوسطى ولغاية الفترة العثمانية والعصر الحالي. وفي موازاة التسلسل الزمني الذي يعتمد على التقسيم الى فترات أثرية (الفترة الحديدية، الفترة البرونزية، الفترة الرومانية وهكذا دواليك) يظهر تسلسل زمني يشير الى الفترات التاريخية اليهودية التقليدية: فترة المستوطنات والقضاة، فترة الآباء، فترة الملوك، فترة المشنا والتلمود وهكذا دواليك. من هذا التسلسل الزمني تهبط ميداليات صغيرة، تضم الحوادث المختلفة، غالبيتها ذات أهمية كبيرة من وجهة نظر يهودية- دينية، مثل اقامة المسكن في شيلو من قبل يهوشع بن نون، ختم المشنا من قبل الراب يهودا هنسي أو محاولة اقامة بيت الهيكل أيام حكم القيصر جوليانوس. الحادثان الأخيران لا علاقة لهما بالمطلق بشيلو. المكتشف المعروض من الفترة البيزنطية في المتحف عبارة عن فسيفساء تم اكتشافها في كنيسة، ومكتوب فيها باليونانية: "الهنا…. ارحم شيلو وسكانها". هذا النص المعروض كاثبات على شيلو الميكرائية في هذا الموقع، يظهر على لافتة الشرح بالانجليزية لكن ليس بالعبرية- على ما يبدو بسبب الطابع المسيحي الصارخ.
في نافذة العرض الأخيرة يتم عرض حدثين: حرب الأيام الستة في العام 1967 واقامة مستوطنة شيلو في العام 1978. هكذا يتم اغلاق الدائرة، من شيلو القديمة الى شيلو الجديدة. الرواية واللغات (العبرية والانجليزية) موجهة لجمهور الهدف اليهودي- التقليدي والمسيحي المتدين.
7. مخططات التطوير: البارك الأثري في تل شيلو
في نهاية شهر آذار 2014 نشرت الإدارة المدنية مخططا هيكليا جديدا لتل شيلو. المخطط المقترح (رقم. يوش/15/205) هو مبادرة من قبل المجلس الاقليمي مطي بنيامين ويتمحور حول تطوير السياحة في تل شيلو والمحيط. يتضمن التطوير قمة التلة الأثرية، منحدرات التل والمساحات من حوله بمساحة تزيد عن 300 دونم. يتضمن المخطط (كما ذكر أعلاه) اقتراحا باقامة 11.000 متر مربع تضم مدرجا (لغاية 950 متر مربع)، قاعة (لغاية 1.000 متر مربع)، مراكز تجارة وسياحة (حوالي 3.000 متر مربع)، منشآت فندقة (لغاية 4.800 متر مربع) ومواقف لـ 5.000 زائر). رغم أننا لانملك معلومات عن حجم الاستثمار، لا شك أن الحديث يدور عن الكثير من الملايين.
مخططات بمثل هذا الحجم غير معروفة تقريبا في مواقع اثرية في إسرائيل ومن باب اولى ليس في مناطق الضفة الغربية. في غالبية الحالات يتم البناء في الحدائق الأثرية بحجم عشرات الى مئات المتار، لاقامة حوانيت للتذكارات، مطاعم ومكتب. جزء من المباني المقترحة في تل شيلو لا سابق لها في الحدائق الأثرية. هكذا على سبيل المثال، لا توجد حالات تقوم فيها السلطات ببناء فندق، مدرج، مساحات تجارية بمثل هذه الأحجام، حديقة حيوانات (300 متر مربع) مصنع وغيرها. المساحة الواسعة المخصصة للبناء، قرب المباني لنواة الموقع، البناء المكثف فوق الأثريات وهدمها- كل هذا يعني ضررا غير قابل للاصلاح للموقع الأثري. على الرغم من هذا، فإن الأثريين في الإدارة المدنية لا يعترضون على هذا.
خلال شهر نيسان 2014 بدأت في الموقع أعمال بنى تحتية طبقا للمخطط الجديد، رغم عدم مناقشة الموضوع وعدم المصادقة بعد على المخطط. وقد توجهت عيمق شفيه الى الإدارة المدنية وطالبت بوقف الأعمال حتى الحصول على مفعولية قانونية للمخطط. ردا على توجهنا ابلغنا ان الأعمال تتم بصورة قانونية وطبقا للمخطط المصادق عليه في العام 1992. بعد تبادل الخطابات، التي تضمنت انذارا قبل التوجه الى محكمة العدل العليا، جاء الرد من الإدارة المدنية بأن المجلس الاقليمي مطي بنيامين قرر وقف الأعمال واعادة الوضع الى سابق عهده.
وفقا لفهمنا فقد تم ايقاف الأعمال لأنها تمت بصورة غير قانونية. فقط بعد ان فهم المسئولون في الإدارة المدنية والمجلس الاقليمي أن المرحلة القادمة هي تقديم التماس لمحكمة العدل العليا قرروا وقف الأعمال وضمان عودة الوضع الى سابق عهده. هذا التعاطي، القائم على تجاهل القانون حتى ما قبل التوجه بدعوى قضائية، مقلق بالنسبة لكل منظومة ادارية سليمة ويطرح السؤال حول إذا ما كان موقع تل شيلو معهود به الى الأيدي الصحيحة.
في شهر آب 2014 جرت مداولة في الاعتراضات على مخططات البناء في تل شيلو التي تقدم بها ممثلو عيمق شفيه وسكان القرية الفلسطينية قريوت. بصورة غير مألوفة حضر المداولة رئيس مجلس يهودا ومطي بنيامين، الذي لا يصل بشكل عام الى المداولات في لجنة التنظيم. ويبدو انه يمكن ربط حضوره مع أهمية المخطط بالنسبة للمجلس، ومن باب العلم بأن الكثير من الميزانيات التي وعد بها المجلس لن تصل لأن الأعمال مجمدة. وقد أكد سكان قرية قريوت على حقهم في الوصول الى اراضيهم غير أن لجنة التنظيم لم تقبل ادعاءاتهم لأنهم لم يقدموا للجنة مستندات ملكية على الأرض. على الرغم من ذلك، لم ينكر أحد ان الأراضي في التلة الأثرية تعود لقرية قريوت وأن المسجد الذي ما يزال في الموقع كان مستعملا من قبل السكان لغاية نهاية سنوات الـ 70.
8. يمكن بطريقة أخرى ايضا
في كل عرض بخصوص طريقة إدارة وعرض الموقع في تل شيلو لا يمكن تجاهل الواقع السياسي. وفقا لفهمنا، فإن الحل اللائق لتل شيلو ينبغي أن يأتي في اطار الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. لكن في الواقع السياسي الحالي هناك الكثير من الأشياء التي يمكن لها أن تغير علاقة المحيط مع الموقع الأثري بل الاحسان الى الموقع والحفاظ عليه. يجب أن يكون الموقع الأثري منفصلا عن مساحة المستوطنة وأن تتم ادارته من قبل جسم قانوني وليس من قبل جمعية خاصة. هاتان الخطوتان تولدان وضعا تصير فيه حماية الموقع بيد ذوي الشأن الملتزمين نحو الجمهور ويمكن رقابتهم من قبل الجمهور.
يجب أن يكون وصول السكان الفلسطينيين الى الموقع حرا ومريحا، تماما مثل الوصول الى مساحات أخرى تابعة للفلسطينيين. ينبغي أن يتضمن عرض تاريخ الموقع جميع الفترات الأساسية التي تم الكشف عنها في الحفريات، من خلال التركيز على الفترات التي وصلت فيها البلدة الى الذروة. حتى لو كان هناك مكان للاشارة الى الرواية الخاصة بتل شيلو الميكرائية، من المهم التأكيد على الفجوة بين الواقع في الميدان وبين الايمان والأماني. بهذه الطريقة يتم عرض الموقع كجزء غير منفصل من المحيط الذي يقع فيه، مع عرض تاريخ الموقع كجزء من تاريخ المنطقة كلها.
في ظل الواقع السياسي القائم ينبغي الامتناع عن البناء المكثف والحفريات الواسعة التي تغير وجه الموقع وتولد حقائق غير قابلة للتراجع، التي لا يمكن تغييرها عندما يتقرر المستقبل السياسي للموقع. يمكن للزائرين الاستفادة كثيرا من التعرف على البقايا الأثرية كما هي بدون قاعات للمناسبات، مساحات تجارية ومدرج.
9. ملخص
عند فحص الطريقة التي تتعامل فيها السلطات الاسرائيلية، وفي مقدمتها الإدارة المدنية والمستوطنون، مع تل شيلو، نرى أن هناك أفعال من غير اللائق القيام بها وما كانت لتقع لو كان الموقع في إسرائيل. إن قرار الدولة بضم التلة الأثرية الى مساحة مستوطنة شيلو مثلها كمثل القول بأن الماضي والمواريث المحلية تعود للمستوطنين. علاوة على ذلك، يتم إدارة الموقع من قبل جمعية خاصة وليس من قبل هيئات حكومية مثل سلطة الطبيعة والحدائق. نظرا لأن تل شيلو ليس حديقة وطنية يمكن للمستوطنين ومدراء الموقع تطوير الموقع وبنائه من خلال تجاهل القواعد المتبعة في الحدائق الوطنية التي ينبغي مراعاتها عند تطوير الآثار القديمة.
في تل شيلو، المعتقد والتقاليد هي التي تسكب الفحوى في الموقع الأثري. التلة الأثرية ذاتها صغيرة الحجم (حوالي 35 دونم) تدل على استيطان مقلص خلال الفترات الميكرائية. يعود معظم الثراء الأثري الى الفترة البيزنطية؛ وقد عثر على كنيسة وفسيفساء غنية من تلك الفترة. على الرغم من ذلك فقد قررت حكومة إسرائيل في العام 2010 استثمار أموال كثيرة في الموقع وتحويل الموقع الى موقع سياحي وتراثي أساسي في السامرة الذي يتمحور حول القصة الميكرائية. منذ الآن يمكن التمييز بأن الحافرين في الموقع في السنوات الأخيرة يبدون رأيهم بخصوص موقع المسكن؛ يبدو أن هناك محاولة "لاثبات" القصة الميكرائية بواسطة البحث الأثري.
إن الحفريات الأثرية والتطوير السياحي هي وسائل صارخة للوصول الى الجمهور الذي ليس جزءا من المستوطنين، وليس بالضرورة داعما لمشروع الاستيطان. طريقة العمل في تل شيلو تشبه طريقة العمل المعروفة من موقع "مدينة داوود" في شرقي القدس. التصور الذي كان يتبناه مشغلو موقع "مدينة داوود" هو جذب قلوب الجمهور بواسطة السياحة والمواريث. اليوم، كل طالب في جهاز التربية والتعليم على وجه التقريب في الدولة يزور "مدينة داوود". يبدو أن الهدف ذاته يوجه مدراء موقع تل شيلو. من خلال الوسائل التربوية والمعايشة في الموقع يمكن اثارة الاهتمام لدى جمهور واسع. هكذا يتحول آلاف الزوار الى داعمين للتواجد الاسرائيلي في الموقع بحكم حقيقة وصولهم الى الموقع كسياح.
يتم تجاهل نصيب السكان الفلسطينيين وحقهم في التلة القديمة من خلال مستويين اثنين: من ناحية، يتم عرض الموقع كموقع تراث يهودي- مسيحي، بينما يبدو الماضي الاسلامي- أو اتصال السكان المحليين من القرى قريوت، ترمسعيا، جالود وغيرها- كأنما هو حادث بالمصادفة بل قليل الأهمية، رغم أن الموقع جزء من مواريثهم بغض النظر عن الفترات المعروضة فيه. يتجسد تجاهل صلة السكان الفلسطينيين بالموقع من خلال منع وصول سكان قرية قريوت الى اراضيهم ومنع استعمال المسجد الذي ما يزال موجودا في قلب الموقع.
إن الاستثمار الكبير وغير المتناسب في الموقع بأحجام كبيرة ما كان له أن يتم لولا المصالح السياسية الهادفة الى تقوية الاستيطان في المنطقة. وقد ادت هذه المصالح الى طرد السكان الفلسطينيين من اراضيهم وتملك الموقع من قبل المستوطنة. على الرغم من المحاولات لعرض المشروع كدمج بين البحث العلمي والتطوير لصالح السكان جميعا، من الواضح أن الحديث يدور عن مشروع مركزي لتقوية المستوطنات في السامرة.
[1] صور من تدشين "مجدال هروئيه" في صفحة "شيلو القديمة" على الفيسبوك"، أ. يوجيف، "لا حديث عن التنازلات بل عن البقاء"، قناة 7، 24 تموز 2013.
[2] ر. ويلف، "بدلا من الجولات في الخليل، سفريات الطلاب الى شيلو"، NRG، 22 تموز 2013.
[3] قرار الحكومة رقم 4306 (تمار 2)، 14 شباط 2012 (سرى مفعوله بتاريخ 23 شباط 2012).
[4] ح. هوبرمان،"بعد مرور 30 عاما: العودة للحفريات في تل شيلو"، قناة 7، 22 تموز 2010.
[5] ع. جت، "امؤتمر شيلو الثاني"، 31 تموز 2014.
[6] م. بوبيتس، "كتابة على صورة مصرية في شيلو- قراءة جديدة"، أيحاث يهودا والسامرة هـ – 1996، ص 33-36.
[7] ي. د. كوجن، "أبراج ميدانية، بئر وحظيرة من الفترة الرومانية القديمة في المنطقة الصناعية شيلو"، حفريات ومكتشفات في السامرة، 2009، ص 239-243.
[8] ر. لفياتان بن أريه وح. هيزمي، "تل شيلو، الحفريات في القسيمة الشمالية، مواسم 2012، 2013"، أبحاث يهودا والسامرة ك. ج، 2014، ص 113-130.
[9] أ. كومبنسكي، "شيلو"، الموسوعة الجديدة للحفريات الأثرية في أرض إسرائيل، المجلد 4، 1992، ص- 1538-1536،؛ ي. فنكلشتين، هناك، ص 1538- 1542.
[10] راجعوا على سبيل المثال "جريزيم، جبل"، ي. مجين، هناك، المجلد الأول، ص 353-359.
[11] ح. هيزمي، "حفريات تل شيلو: استطلاع أولي لموسم الحفريات 2011 في قسيمة N1"، أبحاث يهودا والسامرة ك. ج، 2014، ص 99-112.
[12] هناك.
[13] أ. طال، "الهوي: التوجيهات الخاصة بالتعرف على مواقع الحج"، من: أرض إسرائيل في المصادر العربية في القرون الوسطى (634-1517)، 2014، 119-120.
[14] يهوشع، ي. ح أ، شموئيل أ، أ.ج، قضاة ك.أ، ي. ط.
[17] يهوشع، ي.ح، ج.
[18] "فرصة لبنتهاوس في الخليل التوراتية"، هآرتس، 11 نيسان 2001.
[19] ن. حسون، "أثريون ضد المستوطنين في الصراع على تل شيلو"، هآرتس، 16 أيلول 2012.
[20] يرمياهو ز، ب.ب.
[21] م. يعقوبسون، "سفينة تاريخية: مركز الزوار "مجدال هروئيه" في شيلو"، Xnet، 22 تموز 2013.
Back to top