يان صحافي: حائط منذ العصر الإسلامي القديم يمنع مواصلة حفر النفق بين سلوان والبلدة القديمة

26 מרץ, 2019

في السنوات الثلاث الأخيرة تعمل سلطة الآثار على حفر نفق على مسار شارع قديم يعود تاريخه وفق علماء الآثار على العصر البيزنطي. بدأت الحفريات بتمويل من جمعيّة "إلعاد" وبدعم حكومة إسرائيل كجزء من مخطط شليم للربط بين سلون والبلدة القديمة بواسطة مسارات سياحية تحت الأرض. في العام 2018 خصصت الحكومة مبلغ خياليًا بقيمة نحو 47 مليون شاقل من أجل الحفريات الأثرية في سلوان / مدينة داود فقط.

تم شق الشارع القديم من موقف "جبعاتي" الواقع على مدخل قرية سلوان (رقم 2 في الخارطة المرفقة) بالتوازي مع مسار نفق آخر اسمه "ديرخ عولي هريجل" (طريق الحجاج)، الواقع على بعد نحو خمسة أمتار من الجهة الغربية (مؤشر بالخط الأسود، موازٍ لرقم 10 في الخارطة). خلال الحفريات وصلت أعمال الحفر إلى أسس حائط كبير تم تشخيصه من قبل العاملين كجزء من مجمع القصور الأموية (التي بنيت في القرن السابع ميلادي، بداية العصر الإسلامي). بعض هذه القصور (البعض يعتقد إنها بناية حكومية) اكتشفت خلال الحفريات الأثرية التي قامت بها الجامعة العبرية في منطقة الحائط الجنوبي، والمسمى اليوم مركز دافيدسون (رقم 6 في الخارطة). وحتى اليوم بالإمكان مشاهدة بقايا تلك المباني جنوب الحرم الشريف / جبل الهيكل. يقع الحائط الذي تم اكتشافه في هذه المرة فوق الشارع البيزنطي، وفي حالة عدم تفكيك الحائط لا يمكن الاستمرار بحفر النفق إلى داخل مركز دافيدسون.

والآن تواجه سلطة الآثار معضلة، فمن الناحية المهنية يجب الإبقاء على الحائط في مكانه، لكن من الناحية العملية فهذا يعني إيقاف الحفريات التي بدأت كجزء من قرار حكومي للربط بين سلوان مع الحفريات في الجهة الجنوبية للحرم الشريف / جبل الهيكل.

بداية هذه المعضلة في خطيئة علمية قديمة تعود لطريقة الحفريات. حفر الأنفاق التي تقوم بها سلطة الآثار في سلوان بتمويل من جمعيّة "إلعاد"، تتم بطريقة عمل كانت قد اندثرت من عالم البحوث الأثرية قيل مئة سنة. بما في ذلك بسبب حالات كهذه التي لدينا. الحفريات الأفقية لا تسمح لنا بتحديد الطبقات المختلفة وفهم العلاقة بين العصور المختلة، وهي تعيق عملية أرخنة الآثار التي يتم العثور عليها. لذلك هنالك اجماع لدى علماء الآثار بأن قيمتها العلمية شحيحة.

في واقع القدس، حيث يوجد لكل اكتشاف بقايا مبنى ما، مغزى رمزي وعاطفي، وليس علمي فقط، فإن الضرر التي قد تسببها الأنفاق لامكانية عرض الثقافات العديدة وتاريخها بصورة متوازنة هو ضرر كبير. فالحديث ليس عن مشكلة مهنية سياحية، بل مشكلة سياسية من التجاهل، بل ومحي، طبقات تاريخية معينة من أجل عرض القدس بشكل يخدم مشروع المستوطنات في حوض البلدة القديمة.