النبي صموئيل – قصة قرية أسيرة في الحديقة الوطنية
4 אוקטובר, 2016تقع قرية النبي صموئيل إلى الشمال من القدس وخارج نطاقها البلدي، على بعد كيلومتر واحد إلى الشمال من حي راموت. تقع هذه القرية بجوار موقع أثري يحمل نفس الاسم وترتفع 890 مترا فوق سطح البحر. في الشمال الشرقي لهذا الموقع تقع القرية الفلسطينية الجيب، وفي الشمال الغربي منه توجد مستوطنتا جفعات زئيف وجيفعون، وفي الغرب تقع بلدة بيت اكسا. بنيت قرية النبي صموئيل على قمة التلة، حول المسجد والقبر الذي يُنسب إلى النبي صموئيل.
يتيح موقع القرية في أعلى التلة مراقبة واسعة في جميع الاتجاهات والسيطرة على واحدة من الطرق الرئيسية المؤدية من الساحل إلى القدس. يعتبر هذا الموقع على مر التاريخ وحتى يومنا هذا موقعا عسكريا استراتيجيا. ففي القرن ال- 11 شاهد الصليبيون القدسَ لأوّل مرة من النبي صموئيل في طريقهم لاحتلال المدينة. وفي الحرب العالمية الأولى دارت هناك معارك حاسمة بين الجيش العثماني والجيش البريطاني، وفي حرب 1948 قام البلماح بمحاولة (فاشلة) لاحتلال الموقع في ليلة 22-23 أبريل 1948.
حتى عام 1967، سكن القرية أكثر من ألف شخص، لكن معظمهم فروا خلال حرب الأيام الستة. في عام 1971 تم تدمير القرية من قبل الجيش الإسرائيلي وإجلاء السكان إلى منطقة قريبة من التلة، إلى الشرق من مركز الموقع. [1] يعيش فيها الآن نحو 250 نسمة.
النبي صموئيل هي قرية مهددة بالاندثار. هجرة الشباب، انعدام فرص العمل، قانون حماية الحدائق الوطنية والصعوبات التي تضعها السلطات لا تترك أي أمل أو إمكانية لتطور القرية. تاريخيا، النبي صموئيل هو موقع أثري صغير نسبيا الذي يشير إلى استيطان متقطع عمرة نحو 2500 سنة، والاكتشاف الأهم فيه هو آثار القلعة والمسجد. السلطات الإسرائيلية تدمج الآثار في الموقع مع التقاليد الدينية وتسمح بحرية العبادة لليهود والمسلمين.
على الرغم من أن الحرية الدينية لم تتضرر ظاهرياً فقد نشأت حالة غير متوازنة من التعايش بين اليهود والمسلمين. عدم التوازن هذا سببه أن المسلمين طردوا من بيوتهم، ولا يسمح لهم ببناء وتطوير قريتهم، ووضعهم القانوني لا يتساوى مع الإسرائيليين، ولا يوجد ذكر تقريباً لدورهم في تاريخ الموقع، ويتركز وجودهم حصريا من خلال الصلاة في المسجد. في هذا الوضع تنهض الآثار والحفريات الأثرية، التي تشكل جزءا كبيرا من محو الهوية الفلسطينية للقرية، بالمكان باعتباره مركزًا سياحيًا ودينيًا – دون أن يطلع الزائر على القصة المعقدة للمكان. يعجب الزوار من الآثار، ولا يدركون أن العديد منها هي أجزاء من مباني القرية الفلسطينية التي دمرت.
النبي صموئيل هي ليست القرية الوحيدة التي طرد سكانها لأنهم يقيمون على موقع أثري. حادث مماثل وقع في قرية سوسيا جنوب جبل الخليل، وأمرت الإدارة المدنية مؤخرا بإجلاء سكان خربه جنوب جبل الخليل لسبب مماثل. حالة النبي صموئيل فريدة من نوعها، كونها أول قرية في الضفة الغربية يطرد سكانها من قبل السلطات الإسرائيلية وتدمر منازلهم بهدف تحويلها إلى موقع أثري. هذه هي أيضا الحالة الأبرز التي شملت تخصيص مساحة كبيرة جدا من أراضي القرية لحديقة وطنية بموجب قانون الحدائق الوطنية، وذلك دون تفسير مهني مقنع.
لتحميل التقرير الكامل بصيغة PDF
[1] United Nations General Assembly, 67th session, Report of the Special Committee to Investigate Israeli Practices Affecting the Human Rights of the Palestinian People and Other Arabs of the Occupied Territories, 14 September 2012, Paragraph 46