المواقع الأثرية في الصراع السياسي على منطقة بيت لحم ("غوش عتصيون") والإمكانيات الاقتصادية والثقافية

4 אוקטובר, 2016

"غوش عتصيون"، كما يسمى من قبل الكثير من الإسرائيليين، يقع في الضفة الغربية ويحدّ القدس شمالا. وهو يشمل كل المنطقة الواقعة غربي وشرقي مدينة بيت لحم. يحدّ غوش عتصيون من الجنوب البلدات الفلسطينية في منطقة الخليل (حلحول، سعير وغيرها). يعتقد الكثيرون في الجمهور الإسرائيلي أن هذه المنطقة بمعظمها ستبقى بأيدي إسرائيل في أي اتفاق سياسي بينها وبين الفلسطينيين. خلال العامين الأخيرين تعالت أصوات بعض الساسة الإسرائيليين المطالبين بفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غوش عتصيون. في هذا الصراع السياسي على ضم المنطقة تقوم إسرائيل باستخدام الآثار كأداة أساسية لتحقيق مأربها. إذ تستثمر حكومة إسرائيل ملايين الشواقل في تطوير المواقع الأثرية، مثل هيروديون ووادي البيار، وتبرز أهميتها بالنسبة لتاريخ شعب إسرائيل وتتجاهل تاريخ هذه المواقع في فترات أخرى أو تتعاطى معها بشكل محدود. وبينما يتواجد السياح والزوار والمواطنون الإسرائيليون بكثافة في هذه المنطقة، يكاد ينعدم تواجد الفلسطينيين فيها، الأمر الذي يعزّز السيطرة الإسرائيلية عليها. ويتعامل مئات آلاف الزوار مع المنطقة على أنها موقع سياحي غنيّ بالآثار اليهودية، متجاهلين السياق السياسي للمكان، ويعزّزون بذلك الطابع الإسرائيلي-اليهودي للمنطقة.

gush etzion26   gush etzion27

تنقسم هذه الدراسة إلى قسمين. في القسم الأول فحصنا الاستعمال السياسي، الثقافي والاقتصادي الذي تمارسه إسرائيل والمستوطنون فيما يتعلق بالمواقع الأثرية، وفي القسم الثاني نقترح ثلاثة مسارات للتجوال في المواقع الأثرية الواقعة على مقربة من القرى الفلسطينية أو المتيسرة للفلسطينيين. في اعتقادنا، الصراع على المنطقة والمواريث المحلية هو جزء لا يتجزّأ من الصراع السياسي، فالمواقع الأثرية هي الشاهد الأساسي القائم على الأرض بخصوص الماضي الغنيّ للبلاد. تحتوي هذه المواقع على إمكانيات ثقافية كبيرة لدراسة المنطقة والماضي، كما أن هناك قابلية اقتصادية لتطوير السياحة وزيادة حركة الناس في المنطقة. ولكن بينما تقوم إسرائيل بشكل مكثّف باستخدام المواقع الأثرية لأغراض سياسية، ثقافية واقتصادية، لا يزال المجتمع الفلسطيني متأخرا عن التعاطي مع الآثار كجزء أساسي من هويته، ويبدو أنه لم يستوعب بعد أهميتها في الصراع السياسي. نستعرض في القسم الثاني من الدراسة المواقع الأثرية المتيسرة للفلسطينيين وذات القابلية السياحية الاقتصادية والثقافية للمجتمع المحلي. يتم استعراض المواقع كمسارات للتجوال مع التركيز على المواقع الأثرية. المعلومات أثرية بالدرجة الأولى وتعتمد على البحث المتوفر في هذا المجال.

لتحميل التقرير الكامل بصيغة PDF