أسئلة شائعة حول المدينة القديمة في القدس
21 ינואר, 2014ما مدى قدم "المدينة القديمة" ؟
أن المدينة المُحاطة بالأسوار، المعروفة لنا في هذه الأيام، تأسست كـ"ايليا كابيتولينا" من قبل الرومان في القرن الثاني الميلادي بعد أن دمروا المدينة الكبيرة التي سبقتها. ومنذ تأسيسها تم بناؤها وتخريبها عدة مرات، لكنها حافظت الى حد ما على شكلها. وهكذا يظهر أن المدينة الظاهرة للعيون، التي أنشئت معظم أبنيتها في فترة الحكم التركي- العثماني والحكم المملوكي الذي سبقه (القرون 13-16 ميلادية) تدمج في داخلها مبان من الفترة الصليبية والإسلامية، ومن حيث أساساتها- مبان أقدم من الفترة البيزنطية وحتى الرومانية.
أين تقع القدس الأصلية؟
إذا عرفنا القدس الأصلية على أعتبارها المدينة الأقدم والمعروفة بهذا الاسم، ينبغي البحث عنها خارج أسوار المدينة القديمة، في الطرف الجنوبي- الشرقي من جبل الهيكل/ الحرم الشريف، حيث تقع هناك التلة القديمة للقدس ("مدينة داوود")، مع بقايا تعود الى آلاف السنين قبل وقتنا الحالي. المدينة الأولى التي سميت أورشليم تأسست من قبل الكنعانيين، حوالي سنة 1800 قبل الميلاد. إذا عرفنا القدس الأصلية بأنها المدينة المقرائية التي دمرها البابليون، فإن قسما منها يمتد على التلة القديمة، وقسما منها فوق جبل الهيكل، وقسما منها في الأجزاء الجنوبية من المدينة القديمة، وإذا عرفناها على أنها المدينة التي وصلت الى قمة الإزدهار فترة حكم هيرودس (حتى العام 70 ميلادي)- فإنها تمتد فوق جميع منطقة المدينة القديمة وحتى الى الشمال منها. غير أن بقاياها، باستثناء أسوار جبل الهيكل، لا تُرى تقريبا اليوم فوق سطح الأرض.
أي، القدس الحقيقية تقع تحت الأرض؟
من يعيش في العالم الحقيقي، فإن القدس الحقيقية هي الموجودة اليوم، بجميع أجزائها- القديم والجديد، الفلسطيني والاسرائيلي، الديني والعلماني. غير أن القدس الحقيقية مكونة من ذكريات وهويات، وهنا يحق لكل انسان أن يختار الذكريات التاريخية أو الشخصية، والهويات الدينية، القومية، العائلية أو الاجتماعية التي تضفي معنى على حياته. إن القدس الى حد معروف هي نتاج الشوق، الايمان والحنين. من يستطيع القول أن هذه المظاهر الحقيقية الخاصة بالقدس أقل من البقايا الموجودة في الأرض؟
بالطبع لا يمكن لعلماء الآثار أن يفرضوا ذاكرة معينة على أي شخص، غير أن نشاطهم لا يخضع للقدس الواقعة في الخيال: ينبغي على نشاطهم ويمكن له أن يلقي ضوءا جديدا ومفاجئا على نواح مختلفة من الحياة على الأرض، وينبغي على هذه الاكتشافات أن تنعكس على القصص التي نرويها لأنفسنا عن هذه المدينة.
لكن الفترات الأساسية التي تتم الحفريات بخصوصها هي فترات "الهيكل الأول" و"الهيكل الثاني"؟
بداية، ينبغي أن نتذكر أن تعريف الفترة الزمنية طبقا لمبنى ديني أساسي ليس تعريفا أثريا، بل تاريخيا ودينيا. إن استعمال هذه التوصيفات يعبر عن حالة سياسية- دينية افتراضية، تقوم على أن وجود الهيكل في القدس هو الحقيقة الأهم في المنطقة كلها.
في التلة القديمة لأورشليم هناك بقايا كثيرة من الفترة البرونزية والحديدية (أيام الكنعانيين وملوك يهودا)، لا توجد لدينا شهادات أثرية حول وجود الهيكل فوق جبل الهيكل أيام "الهيكل الأول"، ولا حتى لوجود الكهان أو أية طقوس دينية (على سبيل المثال، تقديم القرابين)، وبحكم قلة الأمكنة التي ما يزال هناك امكانية لإجراء الحفريات فيها، فإنه تقل فرص العثور على مثل هذه البقايا! لا يوجد لدينا أي رمز أثري بخصوص الموقع الدقيق للهيكل، ولا حتى أية شهادة خارج النصوص المقرائية حول وجوده.
بخصوص "الهيكل الثاني"، أيضا من المفضل هنا التدقيق: من الهيكل الذي بناه "شفي تسيون" والحشمونئيم- لم يبق شيء تقريبا. إن البقايا البارزة اليوم في الميدان هي أسوار معبد هيرودس، الذي بقي على حاله لمدة عشرات السنين فقط قبل هدمه. هل هناك علاقة منطقية بين تاريخ المعابد وباقي مكونات الثقافة المادية- البيوت السكنية، أدوات الفخار، المجوهرات، النقود وغيرها؟ حسناً، معظم ما تم حفره في القدس يعبر الى حد كبير عن طابع الامبراطوريات التي فرضت ثقافتها فوق مناطق شاسعة من العالم القديم: الفارسية (حتى احتلال البلاد من قبل الاسكندر المقدوني)، الهيلينستية (من احتلال الاسكندر ولغاية الاحتلال الروماني)، الرومان (حتى تغيير دين الامبراطورية الى المسيحية)، البيزنطية، وبالطبع الامبراطوريات الاسلامية التي ورثتها.
هل يوجد قواعد في علم الآثار؟ هل توجد حقيقة أثرية؟
إذا اعتبرنا التاريخ بمثابة قطعة فخار مكسورة على سبيل المثال، بقيت منها بعض القطع، فإن علم الآثار يمكن له أن يقترح ترميما معادا لهذه القطعة طبقا للمنطق والاحتمالية. كل قطعة أخرى يتم العثور عليها تؤثر على شكل الاعادة- تتيح أشكالا معينة وترفض أشكالا أخرى. هذه عملية لا نهاية لها: تبقى هناك دائما امكانيات مختلفة لوصف الحوادث. لكن كل قطعة يتم العثور عليها تقلل من عدد الامكانيات والاحتمالات، وفي أحيان متقاربة تسقط من الحسابات احدى عمليات الترميم والاعادة التي كانت مقبولة قبل ذلك.
إن البحث عن القصة الأكثر قبولا، شأنه كشأن محاولة الوصول الى الحقيقة في المحكمة، يتم من خلال تقاطع الأدلة من مجالات مختلفة. إن عملية الترميم والاعادة التي تستند الى تقاطع الشهادات الكثيرة تحظى بمصداقية عالية أكثر في المحافل العلمية. مع هذا، يحدث أن تصطدم الاحتمالية العلمية مع المعتقدات أو مع الآراء المسبقة. في مثل هذه الحالات، فإن الخلاف يدور حول القواعد ذاتها ولا يمكن دائما حسم الخلاف.
لكن يمكن القيام بعملية حفر موضوعية، أليس كذلك؟
كي يتمكن خبراء الأثار من مقارنة النتائج بين عملية حفر وأخرى، تم تطوير قواعد "عمل مهني لائق". طبقا لهذه القواعد، هناك شكل تقدم دارج (من أعلى الى أسفل، أو زمن المتأخر الى السابق)، معايير دارجة للتوثيق (قياسات، تصوير، تسجيل)، معايير دارجة للحفاظ على المكتشفات وتوصيفها وهكذا دواليك. إن شرط الحفاظ على مستوى مهني لائق هو نشر الطرق كلها التي تم اتباعها وكل المكتشفات، سواء كانت جديدة وخلابة، أو كانت يومية وشائعة.
لكن ما يزال العمل المهني غير "موضوعي". لا توجد طريقة لتحييد السياق الشخصي والاجتماعي للحافر أو الحافرة، التي تؤثر على طريقة جمع الشهادات من الأرض. علاوة على ذلك، حول الحفر الأثري تحدث أشياء كثيرة تستوجب التواصل مع العالم الواقع خارج الحفر: اختيار مكان الحفر، معاملة أصحاب شأن آخرين، حجم العمل الذي يتم تنفيذه، وهناك طبعا التفسيرات التي يتم تقديمها للحفر ونتائجه. هذه الأشياء ليست ضمن "الطريقة الدارجة" بل تستلزم التعاطي القيمي الذي يتغير من حالة لأخرى. هكذا، فإن القواعد "الموضوعية" خاضعة دائما لواقع ليس "موضوعي".
إذا كان الاسرائيليون هم من يمسك زمام الأمور حاليا، وينفذون نشاطات أثرية في القدس كما يناسبهم، هل ينبغي الاعتذار عن كل شيء؟
الأثار القومية "المناسبة" كانت شائعة في أوروبا في القرن الـ 19 ولغاية منتصف القرن الـ 20، لكن مع الوقت اتضح انه لا مكان لها في المجتمع الديموقراطي القائم على الحرية المعرفية والأكاديمية. الأثار القومية قائمة اليوم في البلاد الديكتاتورية. مع الأسف الشديد، يمكن دائما العثور على علماء آثار يوافقون أنفسهم مع متطلبات أهل الحل والعقد – لكن ما هي قيمة عملهم؟
إن علم الآثار المهني والحر يروي قصة موثقة عن ماضينا، مجتمعنا ومؤسساته، الطريقة التي تكّون بها عالمنا وطريقة استمراره. هذا العلم يساهم في تعرفنا على أنفسنا والتعرف على الآخرين الذين كانوا قبلنا والموجودين الى جانبنا. إن المعرفة الأثرية تحررنا من الجهل، الآراء المسبقة وأساطير الماضي. يمكن له أن يحدثنا عن أناس نسيهم التاريخ، تعاطي البشر مع المحيط المتبدل، تطور التكنولوجيا والخيال الانساني، تطور الآداب والحياة المشتركة. علم الآثار يحتوي عوالم بأسرها، ويتناول مواضيع أوسع من صراع محلي هنا أو هناك. إن الآثار المقدسية التي تضم بين دفتيها 7000 عام من السكن وعشرات آلاف البشر الذين عاشوا وتحركوا فيها يمكن أن تروي قصة أكثر تعقيدا، تنويعا، أهمية وصلة من مجرد دعم موقف سياسي حالي هنا أو هناك.
هل يمكن حقا مقارنة مابين الحفريات الاسرائيلية وما تقوم به مؤسسة الأوقاف الاسلامية في الحرم القدسي؟
مع الأسف الشديد، هناك تناظر بين النشاطات التي تقوم بها المؤسسة الدينية اليهودية على امتداد الحائط الغربي وبين ما تقوم به المؤسسة الدينية الاسلامية في الحرم الشريف. وكما قامت وزارة الأديان وحاخامات الحائط باخراج آلاف الأطنان من التراب من أنفاق الحائط بدون حفريات أثرية، فقد قام الوقف بإخراج آلاف الأطنان من التراب من الفراغات الواقعة تحت المسجد الأقصى بدون رقابة. إن عجز سلطة الأثار أمام المؤسسات الدينية هو ثمرة من بين الثمار الفاشلة للصراع وتنامي البعد الديني في الصراع على مدار سنين.
على الرغم من ذلك، ينبغي عدم المقارنة بين الحفريات التي يقوم بها علماء آثار مهنيون من قبل سلطة الآثار في منطقة الحائط الغربي وبين تفعيل آليات ميكانيكية ثقيلة في الحرم، علما ان المس بجبل الهيكل هو مس بالماضي اليهودي بينما الحفريات في منطقة الحائط لا تمس بالمسلمين…
طبقا للمعيار الكمي، فإن المس النابع من العمل في ساحة الحائط الغربي أكثر خطراً: في ساحة الحائط تم تدمير حي تاريخي كامل، يحتوي على مسجد، في العام 1967، بدون أي توثيق، من خلال طرد السكان (المسلمين…) بينما لم يتم اضافة أي مبنى في جبل الهيكل. في ساحة الحائط تم حفر وإزالة مباني كاملة من القرون الوسطى، مع ان ذلك تم بحذر، بينما تم التخلص من النفايات في جبل الهيكل. عدا عن الساحة، في الحي اليهودي، تم هدم- بمصادقة الجهات الأثرية، عشرات المباني القديمة، من أجل بناء بيوت جديدة مكانها ومؤسسات ودينية.
المشكلة بالطبع لا تتعلق بالكميات. الاسرائيليون لا يريدون السماع عن حفريات منظمة من جهة علماء آثار فلسطينيين في جبل الهيكل، يتم فيها كشف جميع الطبقات حتى الطبقة الكنعانية فوق الصخر حتى لو تم توثيق كل حجر في هذه الحفريات. كما لا يرغب المسلمون المتدينون بأي "اثباتات علمية" بخصوص الوجود اليهودي.
حقا، عندما تتباين نقاط الانطلاق، لا فائدة تُرجى من المقارنات.
لماذا تدعون أن علم الاثار يقع في صلب الصراع؟
علم الآثار مركزي في الصراع لأنه يمثل صداما بين توجهين متناقضين بخصوص الماضي علما أن هذه التوجهات أساسية في وعي وهوية كل طرف. بدون الايمان باستمرارية الشعب اليهودي ما كان هناك وعي إسرائيلي- صهيوني. وبدون الايمان بالانتماء الى المكان والمشهد العام، ما كان هناك وعي فلسطيني. إن علم الآثار يتصل مباشرة مع فكرة الهوية لكل طرف من بين الأطراف.
الحركة القومية اليهودية- الصهيونية- هي حركة عصرية واستيطانية. كما أن علم الآثار نشأ في العصر الحديث ونتيجة لاهتمام زائد من قبل الغرب في دول الشرق. وقد حددت العصرنة أن الماضي مفصول عن الحاضر، وفي الوقت الذي يتم فيه تخصيص الحاضر للبناء، التصنيع والتطور، فإن الماضي يستحق البحث، الحماية من التطوير، والتأطير داخل أماكن محمية ومتاحف. في المقابل، يعيش الناس في الشرق داخل المشهد العام الناتج عن آلاف السنين من الاستيطان الانساني. المجتمع التقليدي لم يعتبر الماضي جزءا منفصلا بل جزءا من المشهد ومن المجتمع. يمكن في بعض الأحيان الاستمرار في استغلال بقايا الماضي، وفي بعض الأحيان ينبغي الحفاظ عليها واحترامها بحكم ارتباطها بالقصص، التقاليد القوية أو المعتقدات الايجابية والسلبية بخصوص المكان القديم.
عندما دخل الاستعمار الغربي والصهيوني الى البلاد، فقد جرى استشعار دخولهم، من بين ما تم استشعاره، عن طريق طلب الحكومة البريطانية الجديدة الفصل بين الحاضر والماضي، الغاء استعمال الماضي كمورد محلي، وحتى أخذ مكتشفات ومبان من الماضي ونقلها الى المتاحف هنا وراء البحار. وكأن هذا لا يكفي، فقد حددت الحركة الصهيونية أن الأرض ذاتها، البيوت ذاتها، تشكل دليلا على الحق في البلاد مما يفوق حق السكان المحليين. وقد كان علم الآثار بمثابة أداة تهدف الى الفصل بين ساكني البلاد العرب وبين أرضهم وتراثهم العمراني. إن التحديد الاسرائيلي الجازم، الذي يتم اطلاقه طيلة الوقت، من قبل الرؤساء ورؤساء الحكومات، رؤساء البلديات، المعلمون والمرشدون، أن علم الآثار "يثبت" حق الشعب اليهودي على أرضه، يجعل من علم الآثار بحد ذاته متهما أساسيا من بين جملة متهمين في محاولة الفصل بين الفلسطينيين وبين وطنهم.
بقدر ما نتمكن من التحدث مع الفلسطينيين حول الحياة المشتركة والاحترام المتبادل، ينبغي على علم الآثار الاسرائيلي ذاته المرور بتغيير أساسي وجوهري. وينبغي عليه التوقف عن المشاركة في صراع الهويات والتحول الى علم آثار أكثر انسانية وتساويا. ينبغي عليه توسيع مفاهيمه وعدم اعتبار نفسه وسيلة مساعدة لتاريخ معين، أو أداة لاحياء ماضي معين، بل كفن يروي الوجود الانساني بواسطة ثقافته المادية في كل زمن وظرف.
إذا كان المسلمون يرغبون الى هذا الحد الحفاظ على ثقافتهم، فليتحملوا المسؤولية على جميع الآثار الاسلامية ونحن نتحمل المسؤولية على الآثار اليهودية.
كما هو الحال بالنسبة لكل مدينة تاريخية، فإن الفترات والثقافات المختلفة في القدس متداخلة فوق الأرض وتحت الأرض. هناك من يحاول أن يبيع صورة للقدس على أنها حقيقية ويهودية وهي موجودة تحت المدينة الاسلامية ويمكن استشعارها في أنفاق "مدينة داوود" و"أنفاق الحائط الغربي". غير أن هذا وهم: الفراغات تحت المدينة ليست من فترة واحدة. هناك أكثر قدما وأقل قدما وهناك أيضا فراغات تكونت في ايامنا من مخلفات المباني: آبار لبيوت من فترة الحكم العثماني، أقواس من الفترة المملوكية وعمليات حفر من أيام حكم الرومان في المدينة.
إن التقسيم الاجتماعي قد يناسب المباني الدينية (وفيها أيضا مكونات من الشراكة)؛ ينبغي على علم الآثار، من ناحية، توفير الحماية بواسطة قوانين "عمياء الألوان" (التي لا تميز بين ثقافة وأخرى) ومن الناحية الأخرى، الحماية النابعة من الاحترام المتبادل للتراث المعماري، من خلال التفهم بأن هناك بقايا ومباني ذات معنى مختلف بالنسبة لأناس متنوعين، وأن الجيل ليس المكون الوحيد الذي يحدد قيمتها.
ما هو الحل إذاً، ما هي الاعمال الآثرية التي يمكن ممارستها في القدس؟
الحل هو استثناء المعتقد والأسطورة القومية في التعامل مع الماضي وتحويل الماضي الآثري الى قصة انسانية مفتوحة للجميع. ضرورة الحفاظ على البقايا الآثرية الهامة لكل حقبة من ماضي المدينة وتمكين جميع سكان المدينة وجميع زوارها من العثور على مكونات الذاكرة الهامة بالنسبة لهم. يروي الأثريون الحكايات عن سكان القدس من جميع الأجيال: عن البيوت والشوارع، القواسم المشتركة التي توحدهم أو التي تفصل بينهم، اللغات التي يتحدثون بها، حياتهم الاقتصادية، حيواناتهم، أغراض الزينة والفنون، الفقر والغنى، أسمائهم وأغذيتهم وحتى أدوات العزف الخاصة بهم. سوف يتحدثون عن بداية القدس، قبل تأسيس الأديان الكبرى بآلاف السنين، تاريخ مشاريع المياه فيها منذ أيام الكنعانيين، سكان يهودا، الذين اهتموا بحمل نسائهم أكثر من علاقات الكهنة والملوك (لم يُخلف هؤلاء، لا هذا الطرف ولا ذاك، أية آثار مادية)، صانعي توابيت الرصاص في الفترة الرومانية الذين زينوا توابيتهم بالحبال كي يبقى الأموات في مكانهم، والفنانين الذين عمروا القدس بالجمال. وهم يحكون عن أموات القدس وقبورهم التي تحيط بالمدينة من كل جانب التي تنضوي على عشرات آلاف القصص الشخصية عن أناس عاشوا هنا أو وصلوا هنا فقط بعد موتهم من جميع أنحاء العالم. هذه الأثار لا تتوقف عند الماضي البعيد فقط: علماء الآثار بصفتهم باحثون في الثقافة المادية يقومون بتوثيق القدس الحالية ويكتشفون الحقائق الكامنة في الواقع العفوي بها.
يمكن لكل واحد- يهودي، مسلم أو مسيحي؛ مؤمن أو كافر؛ منتمي الى فكر قومي أو أممي- أن يُعاين هذه القصة، وأن يعثر فيها على ما يخاطبه وجمهوره، وأن يتزعزع، يغضب أو ينفعل. لكن لا يستطيع أحد أن يدعي أن "علم الآثار" أثبت شيئا ما، لأنه متنوع مثل الحياة ذاتها.
أسئلة أخرى
هل ترغبون بمعرفة المزيد؟ هل ترغبون في اجراء نقاش ضمن مجموعة من خلال التركيز على هذه الأسئلة وغيرها؟ هل ترغبون في تناول الموضوع من خلال جولة؟ عمق شبيه تنظم ورشات وجولات تتناول مسائل تتعلق بعلم الآثار، الهوية والسياسة في القدس.
للتفاصيل والتواصل: البريد الالكتروني: info@alt-arch.org أو عبر الهاتف: 054-5667299
Back to top