بيان صحفي اعتراضات "عيمق شڤيه" العامة على مخطط التلفريك: سوف يتسبب التلفريك بأضرار لحوض البلدة القديمة

2 אפריל, 2019

اعتراضات "عيمق شڤيه" العامة على مخطط التلفريك: سوف يتسبب التلفريك بأضرار لحوض البلدة القديمة. لقد قدم المبادرون للجنة عرضًا زائفًا وهم يخفون المعلومات عن الجمهور.

من ضمن الموقعون: علماء آثار، معماريون كبار ومئات المقدسيين

 

جرى تقديم اعتراضات مؤسسة "عيمق شڤيه" العامة يوم 31/3/2019 للجنة الوطنية للبنية التحتية. تتطرق الاعتراضات لسلسلة طويلة من المواضيع وعلى رأسها: ■ الاضرار بالحوض التاريخي للقدس وبالمواقع الأثرية المحيطة بالبلدة القديمة ■ المصادقة على المخطط ليس بواسطة إجراءات التخطيط الاعتيادية ■ تقديم عرض زائف يدعي أن الحديث عن مشروع مواصلات ■ إخفاء معلومات عن الجمهور وعن اللجنة ■ المس بسكان سلوان.

حسب المخطط سيخرج التلفريك من منطقة المحطة، ويمر فوق وادي الربابة (وادي هينوم) إلى جبل صهيون، ومن هناك على امتداد أسوار البلدة القديمة. تنفيذ هذا المخطط يتطلب نصب عمدان ضخمة في قلب مواقع أثرية؛ يمس بملامح البلدة القديمة ومنظر أسوارها؛ ويلحق الاضرار بالآثار والمنظر التاريخي للوادي.

إقامة التلفريك وتشغيله ينطوي على الحاق الأضرار بعشرات العائلات الفلسطينية في سلوان حيث يمر التلفريك على ارتفاع بضعة أمتار فوق منازلهم، ومن خلال التسبب بالضوضاء المزعجة، والتطفل على خصوصياتهم، ويهددهم بمخاطر السلامة، وتراجع قيمة عقاراتهم. وسوف يضتر سكان سلوان، الذين يعانون من الكثافة السكانية العالية التي تتفاقم بسبب النشاطات السياحية التي تقوم بها جمعيّة إلعاد، إلى مواجهة مشروع سياحي ضخم سيؤدي إلى المزيد من تقليص الحيّز الفلسطيني العام.

من ضمن الموقعون على الاعتراض العام لمؤسسة "عيمق شڤيه" ضد التلفريك، البروفيسور عمياحي مور الحاصل على جائزة إسرائيل في علم الآثار، البروفيسور بنيامين كيدار الرئيس السابق لسلطة الآثار، المعماري العالمي الإسرائيلي الكندي موشيه صفدية، البروفيسور أمنون بار أور المعماري المتخصص في صيانة وترميم المباني والمواقع التراثية، ميرون بنبنشتي النائب السابق لرئيس بلدية القدس، إضافة إلى عشرات المهنيين ومئات السكان والناشطين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يطالبون بإيقاف هذا المشروع. كما نُشرت مؤخرًا رسالة من قبل معماريين عالميين يطالبون الحكومة الإسرائيلية بإلغاء المشروع.

 

النقاط الأساسية للاعتراض:

ستلحق الخطة أضرارًا بحوض البلدة القديمة – بشكل عام،  يحظر البناء في الحدائق الوطنية، باستثناء استخدامات محددة، ومن خلال التسبب بحد أدنى من الأضرار لقيمة المناظر الطبيعية وطبيعة المكان. التلفريك سيتسبب  بالضرر للطابع الفريد للمكان من الناحية التاريخية والمعمارية والمناظر الطبيعية، وسيضر بإمكانية الاستمتاع بالآثار والعمارة القديمة والمناظر الطبيعية للمواقع الدينية، وسوف يؤدي إلى تشويش مشهد جبل صهيون والمسجد الأقصى.

وبالإضافة على حقيقة الضرر الذي سيسببه التلفريك لمناظر أسوار البلدة القديمة وخط أفق البلدة في وادي الربابة، فإن إقامته تتطلب زيادة ارتفاع "ميتحام كيدم" بشكل يؤدي إلى حجب أسوار البلدة القديمة من الجهة الجنوبية.

 

وزارة المواصلات: "التلفريك ليس مشروع مواصلات" – في جميع مستندات الخطة المقدمة إلى اللجنة الوطنية للبنية التحتية، تعرض "سلطة تطوير القدس"، المبادرة للمشروع، التلفريك كمشروع مواصلات يهدف إلى حل مشكلة المواصلات في المنطقة. ولقد جاء في تعليمات المخطط الذي قُدم للجنة الوطنية للبنية التحتية: " يهدف التلفريك إلى توفير الاستجابة لمشكلة المنالية القائمة في الحوض الجنوبي/الشرقي للبلدة القديمة، وهو يشكل جزءًا من منظومة المواصلات في مدينة القدس…"، لكن، ووفق الرد على طلب حرية المعلومات الذي قدمناه لوزارة المواصلات قيل: "الحديث عن مشروع سياحي وليس مواصلات، ولذلك نقترح عليكم التواصل مع وزارة السياحة  و/أو بلدية القدس". هذا يعني أن التلفريك لن يكون جزءًا من منظومة المواصلات في القدس. ومنظومة المواصلات العامة في المدينة ليست مبنية لدعم المشروع أو نقل المسافرين إليه، ويبدوا أن السفر في التلفريك لن يكون مدعومًا باعتباره مواصلات عامة، حيث أن منظومة المواصلات تقع ضمن مسؤولية وزارة المواصلات.

 

المبادرون لإقامة التلفريك يخفون معلومات عن الجمهور وعن اللجنة الوطنية للبنية التحتية:

استجابة لطلب الحصول على تقرير الجدوى الاقتصادية للمشروع، قالت سلطة تطوير القدس بأن

"الحديث عن وثيقة داخلية للسلطة، والتي تتضمن معلومات اقتصادية وتجارية تم إعدادها من أجل بلورة سياسة ومخطط للنهوض بالمشروع ، وإن الكشف عنها بالكامل أو جزئيًا، من شأنه أن يعطل تقدم المشروع وتنفيذه الأمثل". هذه المعلومات المهمة لم تكشف حتى اليوم حتى لأعضاء اللجنة الوطنية للبنية التحتية لدى اجتماعهم من أجل المصادقة على المشروع.

 

الخطة ستلحق الضرر بسكان سلوان: سكان سلوان سيكونون من بين المتضررين المباشرين لمشروع التلفريك المقترح، والذي سيمر فوق منازلهم. ستؤدي حركة العشرات من العربات في ساعة واحدة، على ارتفاع قد لا يتجاوز 4 أمتار فقط فوق منازل السكان، إلى إلحاق أضرار جسيمة وطويلة الأمد بجودة حياتهم وخصوصيتهم. ستشكل الأعمدة الضخمة التي ستوضع في المنطقة كائنًا غريبًا بين منازل سلوان الكثيفة البناء. في بعض الحالات، سيتطلب وضع الأعمدة مصادرة أراضي السكان (وكذلك الأراضي التابعة للكنائس والأديرة).

 

رد "عيمق شڤيه": ليس أنه لا يوجد في دولة إسرائيل تلفريك واحدا نشطًا ويستخدم لنقل المسافرين فحسب، بل لا يوجد في العالم كله تلفريك يستخدم كمسار مواصلات رئيسي إلى بلدة تاريخية ودينية، وبالطبع ليس بحجم مدينة مثل القدس. مدينة القدس أهم بكثير من استخدامها كفأر تجارب.

 

علاوة على الأضرار غير المسبوقة التي ستلحق بالطابع التاريخي لمدينة القدس وطبيعتها، والضرر اللاحق بسكان سلوان، يبدو أن صناع القرارات وأصحاب المصالح السياسية، لا يترددون من استخدام  جميع الوسائل لتغيير المدينة من أساسها، حتى عن طريق الجو. الهدف الأساسي للتلفريك هو بناء تواصل بين مواقع السياحة التابعة لجمعيّة إلعاد، وعلى رأسها مركز "كيدم" وبناء مدماك آخر لتعزيز المستوطنات في منطقة الحوض التاريخي. ومن يدفع الثمن هذه المرة جميع المقدسيين، دون فرق في الدين والعرق والقومية. المصادقة على المشروع المقترح سوف تضر بأهم الأصول التراثية للسكان الموضوعة بين يدي دولة إسرائيل بغية حفظها.

 

وإذا سبق وحسم القرار، وتريد وزارة السياحة تعزيز هذا المشروع المدمّر، يتوجب عليها المرور عبر لجان التخطيط الاعتيادية وفحص المشروع وفق المعايير الصارمة التي يتم عبرها فحص كل مشروع بناء، مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، في حوض البلدة القديمة.

 

نأمل أن تنجح اللجنة من اختراق ستار الدخان ورؤية أن الدافع الكامنة وراء هذا المشروع ليست دوافع سياحية، وبالطبع ليست مشروع مواصلات، وأن تمتلك الشجاعة والمهنية الكافية لاتخاذ القرار الصحيح للمدينة وإلغاء المشروع برمته.