من نحن

13 אפריל, 2013

من نحن

عمق شبيه هي منظّمة ناشطة من أجل حقوق الثقافة والتراث، وبهدف الحفاظ على المواقع الأثرية كممتلكات عامة تابعة لكل المجتمعات والشعوب. نناضل في المنظّمة ضد استعمال مواقع التراث والآثار كأداة سياسية في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، ونعتبر علم الآثار وسيلة للجسر على الفجوات والتواصل بين الشعوب والثقافات. كما نؤمن بأن المكتشفات الأثرية لا يجب، ولا يمكنها، أن تشكّل أداةً بيد أبناء شعب أو ديانة ما لإثبات ملكيتهم الحصرية للمكان.

نحن، أعضاء عمق شبيه، وضعنا نصب عيننا هدف تقويض المفهوم الذي يرى في آثار الماضي أداةً في الصراع القومي أو مبدأً يبرّر الاعتداء على المجموعات المستضعفة. حسب مفهومنا، تروي المكتشفات الأثرية قصة مركّبة ومستقلة عمّا تمليه التقاليد والمعتقدات الدينية، ونؤمن بأن من شأن الإصغاء لهذه القصة وإكسابها للجمهور العام أن يثريا الثقافة ويعزّزا مبادئ التسامح والتعدّدية. الثراء الثقافي الذي تتميّز به المواقع الأثرية هو جزء من الثراء الثقافي الذي تتمتّع به هذه البلاد، وهو ملك لجميع المجتمعات والفئات ولمختلف الشعوب والأديان المتواجدة فيها. علاوة على ذلك، فإن مصطلح "موقع أثري" لا يعبّر عن الطبقات المتنوّعة التي يتمّ حفرها فيه فحسب، بل له مكانة هامة في الوقت الحاضر أيضًا، إذ يعيش فيه أو على مقربة منه سكان لهم ثقافتهم، روتين حياتهم واحتياجاتهم اليوميّة.

نعتبر العمل في مجال علم الآثار وسيلة لإحداث تحوّلات تخدم المصلحة العامة. ونعتبر إشراك السكان في الموقع الأثري الموجود على أرضهم – مثلا من خلال إدارة ممتلكات التراث الثقافي التي يشتمل عليها، التنقيب المشترك، تطوير الموقع، جولات تدمج بين التجول في أرجاء الموقع وزيارات بهدف التعرف على المجتمع المحلي وغيرها – وسيلة مهمة لتعزيز الوعي البيئي لدى السكان، مما قد يُسفر عن تحوّلات اجتماعية واقتصادية إيجابية، ويُحدث أحيانا تغييرًا اجتماعيًّا داخل المجتمع المحلي.

إننا نؤمن بأن معرفة الماضي بصوره المركّبة والمتنوّعة التي يرسمها لنا علم الآثار، يمكنه أن يعلّمنا شيئا جوهريًّا عن ذاتنا وعن هذه البلاد. وبما إن علم الآثار في هذا المكان يكشف عن تنوّعٍ ثقافي هائل، فإننا نسعى إلى استخدامه لتعزيز تقديرنا للتنوّع الحضاري في الماضي والحاضر، وإشراك الجمهور والمجتمعات المحلية في إدارة ممتلكات التراث الثقافي وتعزيز الوعي البيئي.

ساليب نشاطنا:

  • يتواصل علماء الآثار في عمق شبيه مع المجتمعات المحلية المختلفة التي تعيش في مواقع أثرية أو على مقربة منها، كما يتواجد علماؤنا في كافة المواقع بالغة الحساسية من الناحية الأثرية والسياسية في القدس القديمة والضفة الغربية. نقوم بمسح للأعمال الأثرية وننظر في المسائل المتعلّقة بالاعتداءات على حقوق الفلسطينيين في التراث والملكية. نقوم بتوثيق النشاط الكبير الذي نتابعه وننشره في تقارير وأوراق موقف موجّهة لصناع القرار وللرأي العام.
  • الحفاظ على مواقع التراث في مواجهة مخططات بناء وتطوير من شأنها المسّ بالمصلحة العامة. ونفعل ذلك من خلال تقديم اعتراضات في لجان التنظيم والبناء، وتنظيم نضالات جماهيرية وقانونية ضد المساعي لخصخصة المواقع الأثرية ونقلها لجمعيات ذات مصالح اقتصادية دينية أو قومية، تعمل على استغلال علم الآثار لأهدافها. وهو توجّهٌ قد تفاقم في العقد الأخير، نظرًا لانسجامه مع سياسة الحكومات اليمينية المتعاقبة الأخيرة. وتسفر هذه التحوّلات عن اعتداءات على المواقع الأثرية وعلى السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المواقع وعلى مقربة منها.
  • المبادرة إلى نشاطات جماهيرية بمشاركة صناع القرار والشخصيات الإعلامية المختلفة والرأي العام، وتشمل جولات، محاضرات، لقاءات ومؤتمرات. الهدف من هذا النشاط هو زيادة الوعي للاستعمال السياسي لعلم الآثار بهدف الاستيلاء على الأراضي وعلى "الرواية الأثرية" وإخضاعها للتقاليد والمعتقدات المذكورة في النصوص الدينية. نعمل جهدنا من أجل بثّ حوار قائم على التعدّدية في الرأي العام، حوار يكشف ويبرز تنوّع التراث الثقافي للبلاد بشكل عام والقدس بشكل خاص، وذلك لتعزيز وجهة النظر التي ترى في ممتلكات الماضي تراثًا مشتركًا لجميع الفئات والسكان الذين يعيشون هنا.
  • ننظّم حفريات جماهيرية لتوطيد العلاقة بين السكان وبين الموقع الأثري وتراث المكان الذي يعيشون فيه. نرى في الحفريات الجماهيري أداة للتوعية البيئية والاجتماعية ونشاطًا يهدف لتعزيز التعاون بين المجتمعات المحلية المختلفة التي تعيش جنبًا إلى جنب في مواقع التراث أو على مقربة منها.

المبادئ المهنية التي توجّهنا كعلماء آثار:

  1. نؤمن بأن من شأن علم الآثار أن يشكّل أداةً لتعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات والفئات المختلفة، ولا يجدر استخدامه كوسيلة في الصراع على حقوق الملكية أو الحقوق التاريخية.
  2. يكشف علم الآثار بشكل عام، وما يتعلّق منه بالقدس بشكل خاص، عن نسيج بشري متنوّع، مما يمكّن كل شخص من التماثل مع صِلته بالماضي.
  3. يروي علم الآثار رواية مستقلة وشاملة عن الوجود والحضارة والإنجازات الإنسانية. علم الآثار ليس مرتبطًا بنصوص معينة وليس انتقائيًّا.
  4. تسهم كل طبقة أثرية في فهم التاريخ مساهمة متساوية، فعلم الآثار لا يصنّف الحضارات بشكل هرمي.
  5. المصطلح "موقع أثري" لا يعبر فقط عن تنوّع الطبقات التي يتم حفرها في مكان ما، بل له أهمية في الحاضر أيضًا، إذ يعيش فيه او على مقربة منه سكان لهم ثقافتهم، روتين حياتهم واحتياجاتهم اليوميّة.
  6. ليس من ضمن اهتماماتنا تعزيز العلاقة بين الهويات الإثنية المعاصرة (الإسرائيلية، الفلسطينية أو الأوروبية مثلاً) وبين الهويات القديمة (الكنعانية، اليهوذية أو الصليبية).
  7. بما أن علم الآثار يزوّدنا بوصف مستقل للأصول التي ينحدر منها الإنسان والمجتمع، فإنه نقديٌّ بطبيعته؛ وعليه أن يتحدّى كل الروايات التاريخية المتعارف عليها.
  8. لدى وجود تطابق بين الرواية الأثرية وبين المرجع التاريخي، فإنهما يلقيان الضوء على بعضهما البعض: كل منهما مؤسّس على تفسير معين، ولا يعكس الحقيقة المطلقة أبدًا.
  9. بما أن علماء الآثار يصادرون أراضي عامة لأغراضهم، فعليهم أن يبرّروا هذا الاستعمال أمام الجمهور العام، وخاصة أمام الجمهور الذي صودرت أرضه.

الطاقم: