حوض القدس التاريخي
27 ינואר, 2014
جاي بن هينوم/ وادي الربابة عرض أثري – اجتماعي – سياسي
جاي بن هينوم- وادي الربابة (رقم 3 في خارطة المقابر في حوض القدس التاريخي) هو السهل الذي يحده شمالا جبل صهيون ومن الغرب سينماتك القدس. في الجانب الغربي يقع حي أبو طور (الثوري) ومن الجهة الشمالية- الشرقية سلوان. السهل هو جزء من المنطقة المنزوعة التي كانت بين إسرائيل و الأردن حتى العام 1967. يتم اليوم استعمال السهل كمنطقة خضراء للجولات، لتسلق الجبال وركوب الخيل من قبل السكان اليهود والفلسطينين على حد سواء[1]. لغاية العام 1967 تم تقسيم المنطقة حيث يخضع القسم الغربي للسيطرة الاسرائيلية، منطقة وسطى محايدة ومنطقة شرقية تخضع للسيطرة الأردنية.
جاي بن هينوم- وادي الربابة هو مكان مثير من الناحية الأثرية وذو منظر جميل ومميز يتوسطه صراع سياسي. أن تطوير المنظر، أعمال الحفظ واتاحة المكان للجمهور العريض هام ومرحب به. الى جانب التطوير من قبل السلطات الاسرائيلية يجب مراعاة مكانة وحالة السكان في المنطقة اقتصاديا- اجتماعيا وبالوضع السياسي.
جرى في الماضي تقسيم السيادة على السهل بين الإسرائيليين، منطقة محايدة وسيادة أردنية. أما اليوم فإن المنطقة تعتبر من المناطق القليلة المفتوحة التي بقيت بين شرق القدس وغربها. أن البناء في المنطقة غير متاح بسبب لأهمية وخصوصية السهل من الناحية الأثرية، كما ان وقوعه قرب المدينة القديمة والانحدار الشديد للصخر يُصعب البناء في هذه الظروف. في الوقت الذي يلحق به الأذى بالسكان الفلسطينيين، ومن بين ذلك، بسبب عدم قدرتهم على استعمال الأراضي للبناء، فإن السلطات الاسرائيلية تطور المنطقة على اساس أهميتها التاريخية- الأثرية وتوجد تواصلا قائما على السبل والمناظر مع الجزء الاسرائيلي من السهل. يربط السهل بين موقع مدينة داوود الواقعة في قرية سلوان وبين القدس الغربية. المكان الوحيد الذي يفصل بين المكانين هو حي البستان وأعمال تطوير السياحة التي من المقرر أن تتم بها التي ستكون مصحوبة بهدم عشرات البيوت.
يبدو أن تطوير المنظر والاستثمار في الحفظ مصحوب بمصالح سياسية تندمج مع الصراع على السيادة في شرقي القدس. من هنا، هناك خشية من أن الاستثمار في المواقع الأثرية سيعتبر تهديدا على السكان وبصفته مصلحة إسرائيلية ولهذا من اللائق عرض الماضي متعدد الثقافات الخاص بالسهل من خلال المقابر التي تدل على طوائف وشعوب متنوعة عاشت في مدينة القدس، بلورتها وجرى الدفن في السهل.
التقاليد والمعتقدات المنسوبة للمكان تضفي على السهل أهمية دينية وثقافية تتجاوز الأديان والشعوب.
مقبرة مأمن الله في القدس الغربية موقع تراثي بين السياسة والعقارات غير المنقولة
يقع حي ماميلا- مأمن الله غربي البلدة القديمة، مقابل باب الخليل. الحي مبني على أحد روافد نهر كدرون (وادي النار) وهو جزء لا يتجزأ من الحوض التاريخي. تقع في حي ماميلا أهم وأكبر مقبرة إسلامية في القدس (رقم 4 في الخارطة). تمتد المقبرة من شارع أجرون جنوبا، كنيون ماميلا شرقا، حي نحلات شفعا شمالا وشارع كينغ جورج وفندق بلازا غربا. على غرار المقبرة اليهودية في جبل الزيتون، تم هنا أيضا دفن القادة، كبار الموظفين، الأدباء، أثرياء البلاد وأعيانها، غير أن المدفونين في مقبرة مأمن الله جميعهم من المسلمين. تقع وسط مقبرة مأمن الله بركة مأمن الله. وتدل الحفريات الأثرية في الموقع أن القبور تعود الى القرون 11- 12 الميلادي ولغاية القرن الـ 20.
وفقا لرأينا، بعد الهدم الكبير الذي لحق بالمقبرة، هناك أهمية في الحفاظ والاستثمار في الأجزاء المتبقية منها. إن دمج المقبرة في النسيج البلدي للقدس سيعيد شيئا من الماضي الاسلامي للقدس لسكانها، ويُقوي جميع سكان المدينة- أبناء جميع الديانات وجميع المعتقدات. إن موقع المقبرة غربي المدينة يوفر فرصة متميزة لسكان المدينة من الإسرائيليين للتعرف على الماضي الاسلامي المتألق للمدينة والوقوف على هذا الماضي كجزء من التراث المحلي الذي يعود لنا جميعا. إن ترتيب القبور في المقبرة يمكن أن يُعرفنا على تاريخ المدينة خلال الأعوام الألف الأخيرة. ولهذا هناك أهمية للحفاظ على المكان ونصب اللافتات الصحيحة التي تتيح عرض إحدى المقابر الأكثر اثارة لجميع الجمهور.
Back to top